الأحد، 6 مارس 2016

رجل المناصب الكثيرة في الزمن القصير خالد بحاح الرجل في الزمن الصعب

رجل المناصب الكثيرة في الزمن القصير
خالد بحاح الرجل في الزمن الصعب
   خالد محفوظ بحاح، سياسي يمني ولد عام 1965م في منطقة الديس الشرقية بمحافظة حضرموت شرق البلاد، وعاش معظم حياته في مدينة عدن حيث درس فيها الابتدائية والإعدادية والثانوية، وأكمل تعليمه الجامعي في جامعة "بونا" بالهند متخصصاً في مجال التجارة ، والتي تخرج منها عام 1992م أي بعد اتفاق الوحدة اليمنية بعام كامل.
  امتهن خالد بحاح كلاً من العمل الإداري والسياسي وهناك شبه إجماع على تقسيم حياته العملية إلى مرحلتين وهما كالتالي:
·        العمل الإداري من عام 1992م – حتى بداية عام 2006م :
باشر خالد بحاح عمله الإداري بعد تخرجه من الجامعة الهندية "بونا" مباشرة في شركة "كنديان نكسن" الكندية المتخصصة في المجال النفطي، وتقلد فيها مناصب عديدة حتى نهاية عام 2005م والتي كانت نهاية حياته الإدارية.
·        العمل السياسي من عام 2006م – حتى 13/أكتوبر/2014م:
العديد من المحليين والسياسيين والمختصين في الشأن اليمني يعتبرون عام 2006م بداية المشوار السياسي والدبلوماسي لخالد بحاح، والتي تم تنصيبه في نفس العام وزيراً لوزارة النفط والمعادن حتى عام 2008م ، والتي أقيل بعدها لأسباب عديدة جلها تتحدث عن صدامات حصلت بينه وبين أقارب الرئيس السابق علي عبدالله صالح و العديد من المتنفذين في البلاد ، ليعاد بعدها إلى الوزارة مرة أخرى عام 2014م كوزير لوزارة النفط و المعادن إلى أن كلفه بعدها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في 13 / أكتوبر / 2014م  بتشكيل حكومة كفاءات باسم "حكومة السلم والشراكة الوطنية"، بعد استقالة حكومة محمد سالم باسندوة.
هناك عدد لا بأس به من السياسيين والمختصين في الشأن اليمني يعارضون فكرة "أن العمل السياسي لبحاح بدأ من العام 2006م" ، و إنما من العام 2008م بعد إقالته من وزارة النفط و المعادن و تنصيبه سفيراً لليمن بكندا في نفس العام ، بينما استند الطرف الأول في فكرته على أن الصدامات التي حصلت له مع المتنفذين عندما كان وزيراً للنفط في جلها عمل سياسي بحت و لا علاقة له بالإدارة ، باعتبار أن وزارة النفط هي وزارة سيادة اقتصادية شأنها شأن الداخلية و الدفاع ، أو هكذا يفهمه العقل السياسي اليمني.
      المناصب التي تلقاها في هذه الفترة ما بين 2006م – 13 أكتوبر 2014م:
1.    شغل عضوية مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار.
2.    عُين عضواً في المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والنفطية ولجنة التصدير.
3.    عُين عضواً في مجلس أمناء الجمعية الوطنية لمواجهة أضرار القات بصنعاء.
4.    عُين عضواً في مجلس أمناء مؤسسة آراء للتنمية المدنية بحضرموت.
5.    عُين سفيراً لليمن لدى كندا في ديسمبر 2008م ، ولهذا عرف عنه إتقانه للغة الإنجليزية.
6.    عُين مندوباً لليمن في الأمم المتحدة في 11 يونيو - أكتوبر 2014.
ما بعد 13 أكتوبر 2014م بداية "التجربة السياسية الحقيقية":
   نستطيع القول بأن خالد بحاح لم يعرفه المواطن اليمني أو لم يكتسب هذه الشعبية إلا بعد 13/أكتوبر/2014م ، عندما كلفه الرئيس اليمني عبدربه بتشكيل حكومة كفاءات باسم "حكومة السلم والشراكة الوطنية"، بعد استقالة حكومة محمد سالم باسندوة ، و هذا ما جعل أنضار الجميع تنصب نحوه ، و خصوصاً أعداء الرئيس اليمني الحالي من الحوثيين "أنصار الله" و الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ، بحيث كانت التجربة السياسية الحقيقية له قد بدأ مشوارها الحقيقي ، و أول مفاتيحها الإقامة الجبرية التي فرضتها عليه جماعة الحوثي في اليمن ، بعد جملة تصريحات أطلقها ناكراً على الجماعة اجتياحهم لصنعاء و الهيمنة على مفاصل الدولة من وزارات و مؤسسات حيث قال " حتى لا نكون طرفا في ما يحدث ولا نتحمل مسؤولية ما يقوم به غيرنا أمام الله وأمام الشعب" و كان نفس يوم الخطاب هو نفسة تاريخ الاستقالة له من منصبه.
  رفعت الجماعة عنه الإقامة الجبرية بتاريخ 16 مارس 2015. و توجه إلى مسقط رأسه في حضرموت، حيث نشر حينها في صفحته على الفيس بوك "بادرة حسن نية صادقة من قيادات الحوثيين بهدف الدفع إيجابا بالعملية السياسية الجارية حاليا برعاية الأمم المتحدة" ، و هذا ما جعل الجماعة تنظر له بإجابية ولو مؤقتاً ، غادر من مسقط رأسه إلى العاصمة السعودية الرياض ، و التي دعا منها إلى نقل الحوار بين الفرقاء المتصارعين إلى خارج البلاد المتأزم .
 أصدر الرئيس هادي في 12 أبريل 2015 - الذي يقيم هو وبحاح في العاصمة السعودية الرياض-  قرارا بتعيين خالد بحاح نائبا لرئيس الجمهورية اليمنية بالإضافة إلى توليه مهام رئيس الوزراء، وهو ما يعني رفض هادي لاستقالته و التي بدورها تجعله الرجل الثاني في البلاد ، و هذا لم يحصل على مدى 30 سنه من تاريخ الوحدة اليمنية ، أن يكون الرئيس و نائبه ووزير الدفاع و الخارجية من الجنوب اليمني .
أستمر بحاح في منصبه نائباً لرئيس الجمهورية و وزيراً للوزراء حتى يومنا هذا ، مما يجعله المسؤول اليمني الذي تقلد أكثر المناصب في زمن قصير جداً ، فمن العام 1992م حتى الآن ، تقلد بحاح أكثر من 20 منصب جلها مناصب مهمة بين مؤسسات و جمعيات و سفارات و وزارات بعضها لم يسعنا أن نذكرها في التقرير لكثرتها .
السنين الطويلة التي قضاها بحاح مع الشركة النفطية الكندية في الإدارية والاستراتيجيا و التخطيط، و مداولته للعمل السياسي من خلال تعينه سفيراً في كندا، و مندوب اليمن لدى هيئة الأمم المتحدة، أكسبه حصيلة كبيرة و مخضرمة قد تعينه في العمل السياسي، لكن في المقابل هل العمل من خارج الحدود اليمنية يجعله جديراً بأن يعطيه الشعب اليمني الثقة؟ ، أم أن بحاح ينوب عن الرئيس في قيادة حكومة منفية فقط؟






 



قالب تدوينة تصميم بلوجرام © 2014