الجمعة، 22 مايو 2015

صناديق الموت تستنزف المواطن والمال وهي من أكثر ما يهدد البلاد في تاريخ العلم الأخضر

صناديق الموت تستنزف المواطن والمال وهي من أكثر ما يهدد البلاد في تاريخ العلم الأخضر

   صناديق الموت، المُنظم الأكبر لحفلات الموت التي نشاهدها دائماً، إما على مواقع التواصل الاجتماعي أو القنوات الإخبارية أو الصحف الورقية أو نراها بأعيننا أحيانناً، فما أكثرها في هذه البلاد، تقتل بلا هوية وبلا بصمات، فلا تستأذن المقتول ولا ترحب بالقاتل، ولا ترحم ولا تشفِق على أحد، ولا يستطيع أكبر مسؤول في الدنيا محاسبتها، ولا محاكمتها ولا حتى نصحها، فعندما نصل إلى هذا المستوى من الخطاب نعرف أننا أما العدو الأكبر في تاريخنا، ألا وهو الحوادث المرورية، الذي أخد من شبابنا مالم تأخذه الحروب.


الحوادث المرورية:


   تقدم لنا الحوادث المرورية خدمة الموت المجان، وتصرف لنا بشكل يومي تذاكر الموت للمواطنين بكافة أعمارهم من سن السابعة وما قل إلى سن السبعين وما زاد على ذلك، بمعدل 17 تذكره في اليوم ومقتول كل 40 دقيقة، لتصبح المملكة العربية السعودية المتصدر الأول عالمياً في نسبة الحوادث المرورية في البلاد في السنين السابقة وحتى الآن مازالت تحتل الريادة في هذا المجال.

  أصبحت الحوادث المرورية روتين يومي اعتاد عليه الناس، بل وأصبحوا يرونه من اليوميات المفروضة على البلاد، فلم تقف حائلاً التنظيمات المرورية والدوريات المرورية المنتشرة في طول البلاد وعرضها من أن تقلل حتى من الحوادث المرورية، ناهيك عن منعها من الحدوث.

 من الجميل أن تجد بلداً منظماً تسيره القوانين في الطرقات تقوم بدور التخفيف من حدة موجدة الحوادث المرورية في البلاد، ولكنها لا تمنع الحوادث المرورية من الحدوث، فليست التنظيمات كل شيء، قال أحد الفلاسفة بأن على البشر أن يراهنوا على الإنسان وليس على شيء غيره، فبتغيرنا للإنسان نستطيع أن ننهي الحوادث، حتى لو أخدنا كل أجهزة ساهر من المملكة العربية السعودية.


أرقام:


   كشفت اللجنة الوطنية لسلامة المرور، عن دراسة توقعية للحوادث خلال الـ8 سنوات القادمة ورد فيها بأن الحوادث المرورية ستصل إلى أكثر من 1 مليون حادث مروري منها 8 آلاف حادث وفيات، وبتكلفة اقتصادية قد تصل إلى 650 مليار ريال في حال استمر الوضع المروري على ما هو عليه الآن كما وصفت.

   وفي حينها أيضاً، كشفت وزارة الخارجية عن إحصائيات الحوادث المرورية خلال الأربعين سنة الماضية، من عام 1391هـ حت عام 1432هـ، حيث بلغ عدد الحوادث المرورية أكثر من 8 ملاين حادث، من بينها أكثر من 1 مليون إصابة و 149 ألف حالة وفاة من جراء الحوادث خلال 40 سنة.


لماذا؟


   قدم مركز الأبحاث بوزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية عدة رؤى تؤكد بأن الخطأ البشري من الأسباب الرئيسة المسببة للحوادث بل يحتل ما نسبته 90% من أخطاء الحوادث في المملكة العربية السعودية أسبابها أخطاء بشرية نورد منها الآتي:

·         القيادة بسرعة كبيرة تتجاوز السرعات المكررة.
·         قطع الإشارات الحمراء.
·         عدم ربط حزام الأمان.
·         عدم الالتزام باللوحات الإرشادية الموجودة على جوانب الطريق.
·         عدم تعلم القيادة بشكل سليم.
·         الانشغال بالجوال أثناء القيادة.
·         عدم فحص السيارة بشكل دوري وإهمال فحصها.
·         القيادة في الطقس السيئ مثل الأمطار الغزيرة والعواصف الشديدة والضباب.


العوامل المؤثرة على السائق:


تعددت العوامل المؤثرة على السائق والتي تساهم في وجود الحوادث ومنها:  


·         النعاس والتعب والإرهاق.
·         تعاطي المخدرات أثناء القيادة مما يسبب ذهاب العقل وإسكاره، وهذا يؤدي الى الحوادث بشكل مباشر جداً.
·         المنافسات المستمرة بين الشباب بغرض الضهور، والمنتشرة بشكل كبير بينهم، والتي تشكل خطراً على المارة والسائقين الآخرين والتي حرمها رجال الدين.


ما العلاج؟


   كلنا يؤمن بقضاء الله وقدره، لكن كلنا يعرف أن هناك أسباب أودعها الله في كنف هذه الأقدار، فعندما نقول إن شخصاً قتل شخص آخر رمياً بالرصاص، فسيكون هنا القاتل هو الشخص نفسه، لكن السبب الذي جعل منه قاتل هو البدقية و الرغبة في القتل ، فمن هنا نستطيع أن نحارب الحوادث المرورية بأسلوب جديد ألا و هو تغير الإنسان ، بأن نأخذ منه البندقية و نغير رغبة القتل لديه، فعندما نمارس هذا العمل، نحن هنا نراهن على الإنسان بأن نغير و لا نراهن على القوانين و التنظيمات و التقنية بحالها في تغير الإنسان.
  


بعض العوامل التي ربما تساهم في القضاء أو التقليل من الحوادث:


·         معالجة كل الأسباب والعوامل المسببة للحوادث والتي اوردناها سابقاً، من خلال التوعية والإرشاد من الصغر، والتنبيه في المناهج التعليمية عن خطورة الحوادث على المواطن والدولة بما تجره من أعباء تستنزف مرافقنا الصحية في البلاد وثرواتنا المالية التي تُنفق عليها.

·         فرض أساليب جديدة في العقاب كأن تسحب رخصة القيادة من أي شخص أركب أكثر من ثلاثة حوادث، أو قطع إشارة 5 مرات أو قاد بسرة جنونية كذا مرة.

·         تخصيص طرق خاصة للسرعات اللامحدودة، وهذه من الأساليب المستخدمة في الدول الحديثة، شأنها شأن تخصيص أماكن مخصصة للتفحيط مع العمل على إنهائها، بوضع خطط زمنية بعيدة المدد.

·         استخدام أساليب الإعلام الجديد في التنبيه والتوعية من الأخطاء المرورية التي تسبب الحوادث، ولا يمنع من استخدام الطابع الكوميدي في التأثير، لما له من قبول وإجابيه.

·         لا مانع من استخدام أساليب التحفيز، كأن تعطى المكافئات لأي شخص لم يرتكب مخالفة خلال ثلاث سنوات على سبيل المثال.

   هذه الكمية الكبيرة جداً من الارواح البشرية التي تخسرها المملكة العربية السعودية وهي في حالات الأمن، تعد أرقام صادمة جداً، وما يزيد الامر سوء هو أن المشكلة ناتجه من قلة وعي الشريحة الاجتماعية نفسها، والسبب أن الأخطاء البشرية هي التي قدمت هذا العبء على الحكومة في البلد، فنريد القضاء على هذا العدو الذي يرهق أكثر من الحروب نفسها، نفسياً ومالياً وبشرياً، بمحاربة هذه الأخطاء البشرية لكن بتغير البشر نفسه.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قالب تدوينة تصميم بلوجرام © 2014